تستعدّ جمعيات خيرية في الجزائر لتنظيم حفلات ختان جماعي مجاني لأبناء أسر ضعيفة ومتوسطة الدخل خلال شهر رمضان، إيمانًا منها بضرورة مساعدة هذه العائلات وتخفيف الأعباء المالية عنها.
لكن هذه الممارسة تثير جدلًا واسعًا بين الأطباء والمختصين الذين يطالبون بمنعها لما تشكله من خطورة على صحة الأطفال، خاصةً في ظل عدم توفير شروط الجراحة السليمة في بعض الحالات.
ويُعدّ الختان تقليدًا اجتماعيًا ودينيًا راسخًا في الجزائر، ويختار الكثير من الجزائريين شهر رمضان لإجراء هذه العملية لأبنائهم، إيمانًا منهم بفضل ليلة القدر.
وتسعى الجمعيات الخيرية لمواكبة هذا التقليد من خلال جمع التبرعات لتنظيم عمليات ختان جماعية مجانية موجهة للأطفال من العائلات الأكثر احتياجًا.
يُحذر أطباء ومختصون من مخاطر الختان الجماعي، مشيرين إلى عدم توفر كامل شروط النظافة والجراحة السليمة في بعض الحالات، ما قد يُعرض الأطفال لخطر العدوى بالأمراض المعدية.
ويُشدد الطبيب رياض بن عوالي على ضرورة تجنب الختان الجماعي لما فيه من مخاطر، خاصةً فيما يتعلق بتعقيم أدوات الجراحة، ونظافة المكان، وإجراء الفحوصات اللازمة للأطفال قبل العملية.
دعت وزارة الصحة الجزائرية إلى تنظيم عمليات الختان الجماعي في وسط استشفائي عمومي أو خاص مهيأ بمختلف الشروط الصحية، وذلك لضمان سلامة الأطفال.
في العام الماضي، دخلت 12 طفلاً مستشفى مروانة بباتنة بعد إصابتهم بتعقيدات خطيرة جراء عملية ختان جماعي نظمتها جمعية محلية.
وتُثير هذه الحادثة مخاوف كبيرة حول سلامة الأطفال المشاركين في عمليات الختان الجماعي، وتُؤكد على ضرورة تشديد الرقابة على هذه الممارسات وضمان التزامها بجميع معايير السلامة