تشهد مدينة الرياض هذه الأيام ازدحامًا مروريًا خانقًا يهدد الحياة الاجتماعية والاقتصادية للمدينة. يزداد هذا الازدحام يومًا بعد يوم، مُسببًا إزعاجًا لسكان المدينة وسياحها، ناهيك عن تأخير وصول الموظفين إلى أعمالهم وتعطيل الحركة الاقتصادية.
لإلقاء الضوء على هذه المشكلة، أكد المهندس عبدالعزيز السحيباني، خبير هندسة وتصميم الطرق، للتعرف على أسباب هذا الاختناق المروري والحلول المقترحة لمعالجته.
أوضح المهندس السحيباني أن السبب الرئيسي وراء ازدحام شوارع الرياض هو زيادة حجم المرور عن السعة التصميمية للطرق والشوارع.
فمثالًا: طريق الملك فهد، الذي كان مصممًا لاستيعاب 80 ألف مركبة يوميًا، يشهد حاليًا زيادة في حجم المرور اليومي بنسبة تصل إلى 300٪ دون أي توسعة في عدد مساراته.
يُشير المهندس السحيباني إلى أن ازدحام العاصمة له آثار سلبية متعددة على مختلف جوانب الحياة، من أهمها:
انخفاض جودة الحياة: يُسبب الازدحام إزعاجًا كبيرًا لسكان المدينة ويُعيق حركتهم وتنقلاتهم.
انخفاض الإنتاجية: يؤدي تأخير وصول الموظفين إلى أعمالهم إلى انخفاض الإنتاجية وكفاءة العمل.
تلوث الهواء: تُساهم عوادم السيارات في تلوث الهواء، مما يُؤثر سلبًا على صحة الإنسان.
نفور المستثمرين والسياح: قد يُؤدي الازدحام إلى نفور المستثمرين والسياح عن المدينة.
حلول عاجلة
يدعو المهندس السحيباني إلى اتباع نهج شامل لمعالجة مشكلة الازدحام، يتضمن:
1. حلول هندسية:
زيادة السعة التصميمية للطرق والشوارع: توسيع الطرق وإنشاء أنفاق أو كباري.
تنظيم حركة المرور: استخدام الإشارات الضوئية الذكية وتحديد مسارات سريعة للسيارات التي تحمل عددًا معينًا من الركاب.
استبدال الإشارات الضوئية بمنحنيات رجوع.
توحيد اتجاه المرور في بعض الطرق.
2. تقليل حجم المرور:
تعزيز استخدام وسائل النقل العام: تشجيع استخدام المترو والباصات.
العمل والتعليم عن بعد.
منع دخول الشاحنات في ساعات الذروة.
إلزام الشركات بنقل عمالتها بحافلات كبيرة.
3. حلول تنظيمية:
تنسيق العمل بين الجهات المسؤولة عن الطرق والحركة المرورية.
وضع معايير موحدة لتصميم الطرق.
مسؤولية مشتركة
يُؤكد المهندس السحيباني على أن حل مشكلة الازدحام مسؤولية مشتركة بين جميع الجهات، من حكومة ومواطنين وشركات.
فلا بد من تضافر الجهود وتبني خطط شاملة لإنقاذ الرياض من اختناقها المروري.