في خضم الاضطرابات والتوترات العالمية، يواصل الدولار الأمريكي رحلته الصاعدة ليُتوّج كأقوى عملة في العالم منذ عقدين. فما هي العوامل التي دفعت الدولار إلى هذه القمة؟ وهل سيستمر في صعوده؟
تُعدّ قوة الاقتصاد الأمريكي أحد أهم العوامل التي ساهمت في صعود الدولار. فخلال العقدين الماضيين، حققت الولايات المتحدة نمواً في الإنتاجية، وتحسناً في معدلات التبادل التجاري، وعوائد أعلى على رأس المال، متفوقة على الاقتصادات الكبرى الأخرى.
أسعار الدولار اليوم عالميا
اتخذت الولايات المتحدة سياسات دعمت اقتصادها المحلي، بينما اعتمدت دول أخرى على العولمة. ففي الوقت الذي كانت فيه العولمة في أوجها، نجحت هذه السياسة، لكنها لم تعد فعالة الآن.
منذ أزمة عام 2008، اتجهت الولايات المتحدة نحو دعم استقلال الطاقة، مما جعلها مصدراً صافياً للطاقة، وقلل من مخاطر صدمات العرض أو الأسعار.
يُعدّ ارتفاع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة عاملاً آخر يدعم صعود الدولار. فبينما تُظهر توقعات أسعار الفائدة العالمية انخفاضاً في المستقبل، تبقى الولايات المتحدة متمسكة برفع أسعار الفائدة، مما يجعل الدولار أكثر جاذبية للمستثمرين.
تُعدّ التوقعات بحدوث ركود عالمي عاملاً آخر يدعم صعود الدولار. ففي ظل مخاوف من ركود عالمي، يبحث المستثمرون عن ملاذ آمن في الدولار، مما يُعزز قيمته.
تأثير ارتفاع الدولار
تسبب صعود الدولار في تراجع عملات الأسواق الناشئة بشكل كبير، مما أدى إلى تفاقم مشاكل الديون في بعض الدول. كما انخفض اليورو إلى أدنى مستوى له في 20 عامًا مقابل الدولار، مما أثار مخاوف بشأن استقرار منطقة اليورو.
التوقعات المستقبلية للدولار
من المتوقع أن يستمر الدولار في الارتفاع على المدى القصير. أما على المدى الطويل، سيعتمد اتجاه الدولار على مسار الاقتصاد العالمي وسياسة الاحتياطي الفيدرالي.