لا يبالي الفلكيون كثيرًا بالكسوف والخسوف، فيرونها ظواهر عادية، ما لم تُستخدم لتأكيد نظرية علمية، كما حدث عام 1919، عندما أثبت باحثون خلال كسوف أفريقي نظرية “عدسة الجاذبية” لأينشتاين.
رؤية هلال رمضان
ولكن بعيدًا عن القيمة العلمية، فإن فائدة هذه الظواهر، عند وقوعها في زمن ومكان محددين، هي تأكيد دقة الحسابات الفلكية.
قبل حلول العام الهجري 1445، حددت أجندة الأحداث الفلكية، التي تصدرها معاهد ومراكز الفلك العالمية، حدوث كسوف للشمس وخسوف للقمر يومي 14 و28 أكتوبر/تشرين الأول، وهو ما حدث فعلاً، وشهادة على دقة الحسابات الفلكية، قبل الجدل المتوقع حول رؤية هلال رمضان في 10 مارس/آذار.
الكسوف في عام 2023
كان الكسوف في 14 أكتوبر/تشرين الأول 2023 من نوع “حلقة النار”، ولم نشهده في المنطقة العربية، بل في أجزاء من الولايات المتحدة والمكسيك وأمريكا الجنوبية والوسطى. أما الخسوف، فكان من نوع “جزئي” وحدث يوم السبت 28 أكتوبر/تشرين الأول، وشاهدناه في المنطقة العربية.
يقول عصام جودة، رئيس الجمعية الفلكية المصرية، لـ”العين الإخبارية”: “سواء كان مشاهدا في منطقتنا أو غير مشاهد، فتحديد أماكن رؤيته وموعده مسبقًا دليل على دقة الحسابات الفلكية، فلماذا يحدث الخلاف السنوي؟”.
مشاهدة هلال رمضان
وتشترط بعض الدول رؤية هلال رمضان، رغم اعتمادها الحسابات الفلكية في شهور أخرى، ولأن الرؤية ترتبط بظروف مثل الطقس الذي قد يحجب مشاهدة الهلال، يحدث الخلاف السنوي، كما يوضح جودة.
ويضيف أنه “من الأبدى الالتزام بالحسابات الفلكية، طالما أنه لم يعد هناك مجال للتشكيك في دقتها
وتشير الحسابات الفلكية لهذا العام، التي أوردها مركز الفلك الدولي بالإمارات، إلى أنه في يوم تحري الهلال “10 مارس”، ستكون رؤية الهلال غير ممكنة من أي مكان في العالم العربي والإسلامي سواء بالعين المجردة أو باستخدام التلسكوب، بينما يمكن رؤية الهلال باستخدام التلسكوب من أجزاء من الأمريكيتين، خاصة من الأجزاء الغربية. وبناء على ذلك، فمن المتوقع أن يبدأ شهر رمضان يوم الثلاثاء 12 مارس/آذار.