أظهرت دراسة حديثة أن هناك احتمالية لتكرار كارثة حدثت قبل 8000 عام في القطب الجنوبي، ويرجع ذلك إلى تسارع معدل ذوبان الجليد في الماضي، وأشار أحد الباحثين في جامعة كامبريدج إلى أن هناك دليل مباشر على فقدان سريع للجليد في هذه الطبقة الجليدية في الماضي.
ظاهرة الاحتباس الحراري
وأكد علماء الاتحاد الأوروبي أن درجات الحرارة في الشهر الماضي في القطب الجنوبي كانت مرتفعة تاريخيًا، وأصدروا دراسة تحذر من احتمالية فقدان الجليد الكارثي والسريع في القارة القطبية الجنوبية نتيجة للاحتباس الحراري الناجم عن الوقود الأحفوري، وهو أمر لم يحدث منذ آلاف السنين.
تعتمد الدراسة التي نُشرت في مجلة Nature Geoscience على تحليل الطبقة الجليدية في غرب القطب الجنوبي والتي يبلغ طولها أكثر من 2100 قدم.
توقع بظاهرة الاحتباس الحراري
وفقًا لإريك وولف، الباحث الرئيسي وأستاذ علوم الأرض في جامعة كامبريدج، قال في بيانه: “لدينا الآن دليل مباشر على تعرض هذه الطبقة الجليدية لفقدان سريع للجليد في الماضي”، “هذا السيناريو ليس مجرد توقع نموذجي، بل يمكن أن يتكرر إذا أصبحت أجزاء من هذه الطبقة الجليدية غير مستقرة”.
وأوضحت إيزوبيل رويل، المشاركة في الدراسة والباحثة في BAS: “أردنا معرفة ما حدث للطبقة الجليدية في غرب القطب الجنوبي في نهاية العصر الجليدي الأخير، عندما كانت درجات الحرارة ترتفع على الأرض، وعلى الرغم من أنها كانت بمعدل أبطأ من الاحتباس الحراري الحالي الناجم عن النشاط البشري”.
وأضافت: “باستخدام العينات الجليدية، يمكننا العودة إلى تلك الفترة وتقدير سمك ومدى الطبقة الجليدية”. وقام الفريق بقياس نظائر الماء المستقرة وضغط فقاعات الهواء، وتبين أن الغطاء الجليدي “انكمش فجأة وبشكل كبير” قبل حوالي 8000 عام.
تناقص حجم الجليد
وأضافت رويل: “كنا مدركين بالفعل من النماذج السابقة أن حجم الجليد قد تناقص في هذا الوقت تقريبًا، ولكن التاريخ المحدد لهذا التناقص غير مؤكد”، مشيرةً إلى التقديرات التي تعود إلى فترة تتراوح بين 5000 إلى 12000 سنة مضت، وذكرت: “لدينا الآن ملاحظة مؤرخة بدقة عالية لهذا التناقص والتي يمكن دمجها في نماذج محسنة.”
ولم تشر النماذج السابقة أيضًا إلى مدى سرعة حدوث هذا التناقص، ومع ذلك، قال إريك وولف إن قياسات الفريق أظهرت أنه “بمجرد أن يتجمد الجليد، فإنه ينكمش بسرعة كبيرة”.
وأضاف: “من الواضح أن هذه كانت نقطة تحول، ومن المهم الآن معرفة ما إذا كان الارتفاع الإضافي في درجات الحرارة يمكن أن يؤثر على استقرار الجليد ويجعله يبدأ في التناقص مرة أخرى.”