تمتلئ محافظة القطيف بثمانين ألف صورة، وهي تجسد حقبة تاريخية امتدت من الستينات وما بعدها، حيث اندثرت حوالي 400 حرفة، عبد الرسول الغريافي، الذي نشأ في أسرة تجارية، بدأ رحلة التصوير في سن الثامنة، دون أن يدرك أن هذا الهواية ستقوده إلى التأريخ والفنون المتحفية. وفي حديثه مع “العربية.نت”، أكد أن التصوير لم يكن مجرد هواية للمتعة، بل كانت رغبة في التوثيق دون أن يشعر بها في بدايته.
رحلة التصوير في محافظة القطيف
في أحد الأيام، بدأت الحكاية عندما وجدت نفسي في إحدى غرف المنزل حيث كان والدي ووالدتي يجتمعان، كان هناك صندوق مليء بصور العائلة على جانب من الغرفة، وحقيبة معلقة على الجدار المقابل كانت تحتوي على الصور أيضًا. كان أكبر إخوتي يحمل كاميرا ويأخذ الصور بين الحين والآخر، ولم أكن أعرف ما هو التصوير وما الغرض منه.
تغير ملامح المكان
كان لدى الغريافي شعور بالحنين الدائم وكان يشعر بأن الحداثة تغير ملامح المكان، كان يشعر أن كل ما يعيشه سيختفي، من المباني والأسواق، خاصةً عندما كان يرى السياح والبعثات الأميركية يلتقطون الصور، كان يشعر بالحسرة عندما يشهد إزالة بعض المعالم أو المباني، خاصةً إذا كانت ذات طراز تراثي، وكان يتمنى لو كان لديه كاميرا ليتمكن من التقاط صور لهذه المعالم قبل أن تزول.
لم تكن الكاميرا الأولى التي اقتناها بمالي أو طلبتها بنفسي، فقد قال: “كنت في تلك الفترة في الصف الثالث الابتدائي، عندما كنت في الثامنة من عمري، وكان الزمن يصادف نهاية الستينات، كنت أمتلك دراجة هوائية وكنت محبوباً بين أهل الحي، وكنت أرتدي الساعة التي كانت بالنسبة لي شيئاً عجيباً في ذلك الوقت، لكن الكاميرا كانت شيئاً مختلفاً تماماً، فقد جاءت كهدية نجاح من أخي.
كنت أصغر من زملائي في المدرسة بعام وكنت متفوقاً بالمرتبة الثانية في حفظ القرآن والإملاء على الرغم من أن زملائي كانوا يبلغون من العمر خمسة عشر سنة”.